القاهرة (رويترز) – سقط أربعة قتلى على الأقل في اشتباكات اندلعت بمصر يوم الجمعة بعد أن نزل مؤيدون للرئيس المعزول محمد مرسي إلى شوارع القاهرة وعدة مدن أخرى للمطالبة بإنهاء الحكم المدعوم من الجيش.
وقال شاهد عيان من رويترز إن عربة تابعة للجيش أطلقت أعيرة نارية حية باتجاه أنصار جماعة الإخوان المسلمين الذين أبعدتهم قوات الأمن عن ميدان التحرير في القاهرة.
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية في تصريحات نشرها موقع صحيفة الأهرام الإلكتروني إن أربعة أشخاص قتلوا في اشتباكات بمنطقتين القاهرة. وذكرت مصادر أمنية أن الأربعة من مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي.
ونفى اللواء سيد شفيق مساعد وزير الداخلية للأمن العام مقتل أي محتج في مدينة أسيوط بصعيد مصر. وكانت مصادر طبية قد ذكرت أن أربعة أشخاص قتلوا بالرصاص في أسيوط دون أن تحدد أي طرف يؤيدون.
وفي القاهرة ألقى مارة الحجارة على المحتجين من أنصار مرسي الذين ردوا بالحجارة أيضا. وكانت قوات الأمن قد أطلقت الغاز المسيل للدموع في وقت سابق لإبعاد المسيرة.
وشارك آلاف المحتجين في مسيرات يوم الجمعة باتجاه موقع اعتصام سابق فضته قوات الأمن بالقوة في أغسطس آب الماضي في منطقة رابعة العدوية بحي مدينة نصر في شمال شرق القاهرة. لكن بحلول العصر كان المحتجون قد تراجعوا عن المنطقة.
وحاول أنصار جماعة الإخوان المسلمين الوصول إلى قصر الرئاسة لكن قوات الشرطة صدتهم.
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن المحتجين فشلوا في الوصول إلى وزارة الدفاع ودار الحرس الجمهوري.
كما دارت اشتباكات في مدينة الاسكندرية وفي مدينتين أخريين في دلتا النيل.
وفازت جماعة الإخوان بجميع الانتخابات التي أجريت بعد الإطاحة بحسني مبارك في انتفاضة شعبية عام 2011 لكن شعبيتها تضاءلت بقوة خلال حكم مرسي.
ويتهم معارضو مرسي الرئيس المعزول بالسعي للاستئثار بسلطات واسعة و”أخونة” مؤسسات الدولة وهو ما نفاه.
وتعاني مصر من اضطراب سياسي واقتصادي منذ أن عزل الفريق أول عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة مرسي أول رئيس منتخب بشكل حر في البلاد في الثالث من يوليو تموز إثر احتجاجات شعبية حاشدة ضد حكمه.
وكان مئات قد قتلوا عندما فضت قوات الأمن اعتصامين للإخوان في القاهرة والجيزة في منتصف أغسطس آب. واعتقلت السلطات كثيرا من كبار قادة الإخوان المسلمين منذ ذلك الحين.
وقالت رشا المالكي إحدى المشاركات في مسيرات يوم الجمعة “إنهم يريدون بلدا بلا دين.”
وكانت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون قد أجرت محادثات في القاهرة يوم الخميس مع مسؤولين كبار بالحكومة ومع السيسي واثنين من مسؤولي جماعة الإخوان وحثت الطرفين على السير في طريق المصالحة.
ولم تظهر أي دلائل تشير إلى استعداد أي طرف لتلبية دعوتها.
واندلعت الاشتباكات في القاهرة يوم الجمعة عندما حاول أنصار مرسي دخول ميدان التحرير في وسط العاصمة الذي كان مركزا للاحتجاجات التي أطاحت بمبارك.
وردد المشاركون في المسيرة هتافات مناهضة للسيسي ورفعوا علم مصر.
وذكرت وكالة الشرق الأوسط إن الجيش أطلق أعيرة تحذيرية وقنابل مسيلة للدموع لمنع مؤيدي الإخوان من عبور طريق علوي يؤدي إلى ميدان التحرير.
وكتب المحتجون على جدار مبنى قريب من ميدان التحرير “مصر إسلامية” بينما هتف آخرون بعبارات مناهضة للسيسي.
وأثرت التوترات السياسية بقوة على الاستثمارات والسياحة وزادت الهجمات في شبه جزيرة سيناء بشدة منذ عزل مرسي وتشهد المنطقة عمليات شبه يومية تستهدف الجيش والشرطة.
وذكرت مصادر أمنية أن مسلحين ملثمين قتلوا جنديين بإطلاق أعيرة نارية عليهما من سيارة مارة على طريق قرب مدينة الإسماعيلية المطلة على قناة السويس صباح الجمعة. وتقع المدينة على حدود شبه جزيرة سيناء.
وأعلنت جماعة مقرها سيناء مسؤوليتها عن محاولة فاشلة لاغتيال وزير الداخلية في تفجير شهدته القاهرة الشهر الماضي.
وهددت جماعة سلفية جهادية يوم الجمعة باستهداف أي زعيم قبلي يتعاون مع السلطات المصرية.