أفشلت الخطط الأمنية ووعي وتفهم أبناء الوطن أمس السبت، الموافق السادس والعشرين من أكتوبر، حملة قيادة المرأة للسيارة، التي كان يخطِّط لها بعض المغرضين؛ لإحداث تجمعات ومسيرات محظورة؛ بدعوى قيادة المرأة للسيارة في مناطق السعودية، في دعوات قالت عنها وزارة الداخلية في بيان صدر قبل أيام إنها “تخل بالسلم الاجتماعي، وتفتح باب الفتنة، وتستجيب لأوهام ذوي الأحلام المريضة من المغرضين والدخلاء والمتربصين”.
الاحترازات الأمنية المبكرة، التي جاءت وفقاً لتعليمات مشددة وردتها من وزارة الداخلية، نجحت في إفشال الحملة؛ إذ لم تسجَّل سوى حالات معدودة ومنفردة في مناطق مختلفة، تم التعامل معها وفقاً للأنظمة والتعليمات؛ إذ لم تُرصد أي تجمعات أو مسيرات، كانت الحملة تهدف لها.
وفيما رُصد تداول عدد من مقاطع الفيديو لنساء يقدن سياراتهن أمس في مناطق عدة، بينها الرياض والشرقية، أكدت مصادر أمنية أن المقاطع لا يمكن الجزم بموعد تصويرها، كما أن بعض الحالات تم ضبطها والتعامل معها، وجميع الحالات، سواء التي تم تداول مقاطع فيديو لها أو ضبطها والتعامل معها، تُعتبر حالات معدودة.
وبيّنت المصادر أن جميع الحالات التي ضُبطت كانت حالات منفردة، ولم تُسجَّل أي مسيرات أو تجمعات، مؤكدة أن الجهات الأمنية ممثلة في الدوريات الأمنية والمرورية والدوريات السرية، إضافة لمساندة فرق الهيئة، كثفت من وجودها في عدد من المواقع التي كان يُتوقَّع أن تشهد حالات قيادة للنساء.
من جهتهن ادعت ناشطات سعوديات في حملة القيادة في تصريحات إعلامية أن نحو 60 امرأة قدن سياراتهن أمس السبت.
وأوضحت ناشطة وأستاذة جامعية، تدعى عزيزة يوسف، لوكالة أسوشيتد برس للأنباء أن منظمي الحملة تلقوا 13 مقطعاً مصوراً لنساء يقدن سياراتهن، إضافة إلى 50 رسالة نصية من نساء، يزعمن أنهن قدن سياراتهن السبت.
الكاميرات تجولت في شوارع الرياض مساء أمس، ورصدت التكثيف الأمني والانتشار الكبير للدوريات المرورية والسرية، ولم تُرصد أي إشكاليات في حركة السير.
وفي الرياض كانت الحملة قد حددت موقعاً أمام مدارس المملكة على طريق الملك عبدالعزيز موقعاً لتجمع المشاركات في الحملة للانطلاق منه.
تم زيارة الموقع، ولم نرصد فيه أية حالات، فيما لوحظ الانتشار الكبير للدوريات الأمنية ودوريات المرور والدوريات السرية في محيط الموقع للتعامل مع مخالفات.
وكانت بوادر فشل الحملة قد ظهرت أمس بعد تزايد التحذيرات الأمنية، والكشف عن الاستعدادات والخطط لضبط المخالفات؛ إذ أعلنت عدد من الناشطات تأجيل الجملة، وفق تقارير إعلامية عدة.
والحملة التي أثيرت منذ أيام عدة كان قد واجهها الكثير من المشايخ وأبناء المجتمع بالرفض، سواء من خلال مراجعة الجهات المعنية، أو من خلال الإنكار والتحذير منها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام.
إلى ذلك، وجَّهت مصادر أمنية شكرها وتقديرها لأولياء الأمور لتفهمهم ووعيهم وتجاوبهم مع تحذيرات وتعليمات الجهات الأمنية، وللمواطنين كافة لابتعادهم عن كل ما يدعو إلى فُرقة وتصنيف المجتمع.
وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت في بيان صدر عن المتحدث الأمني بالوزارة التحذير من التفاعل مع الدعوات، وقال “عطفاً على ما يثار في شبكات التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام من دعوات لتجمعات ومسيرات محظورة؛ بدعوى قيادة المرأة للسيارة، وحيث إن الأنظمة المعمول بها في السعودية تمنع كل ما يخلُّ بالسلم الاجتماعي ويفتح باب الفتنة ويستجيب لأوهام ذوي الأحلام المريضة من المغرضين والدخلاء والمتربصين؛ لذا فإن وزارة الداخلية تؤكد للجميع أن الجهات المختصة سوف تباشر تطبيق الأنظمة بحق المخالفين كافة، بكل حزم وقوة، وتقدِّر في الوقت نفسه ما عبَّر عنه كثير من المواطنين من أهمية المحافظة على الأمن والاستقرار، والبُعد عن كل ما يدعو إلى فُرقة وتصنيف المجتمع”.