يسود هدوء تام اليوم الأول من أيام تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الدائم بين قطاع غزة وإسرائيل ، وسط حالة من التفاؤل أعقبت التوقيع الذي تم مساء الثلاثاء (26 أغسطس 2014) بعد مفاوضات عسيرة.
وجاء الاتفاق تحت رعاية مصرية للمفاوضات بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي، منهيا 50 يوما من القتال الذي راح ضحيته أكثر من 2100 فلسطيني معظمهم من المدنيين و64 جنديا إسرائيليا و5 مدنيين في إسرائيل.
وفيما يلي النقاط العامة للاتفاق الذي عمل عليه المفاوضون الفلسطينيون والإسرائيليون خلال محادثات غير مباشرة جرت في القاهرة على مدى أسابيع، وفق ما نشرته “رويترز” الأربعاء.
ويتضمن الاتفاق خطوات فورية عاجلة يتم تنفيذها فورا لحقن الدماء وبدء عملية الإغاثة والإعمار، أما القضايا التي تحتاج نقاشا أطول وتتحمل التأجيل فمن المتوقع التفاوض حولها بعد شهر من توقيع الاتفاق.
خطوات فورية
1- توافق حماس وجماعات النشطاء الأخرى في غزة على وقف إطلاق كل الصواريخ والمورتر على إسرائيل.
2- توقف إسرائيل كل العمليات العسكرية بما في ذلك الضربات الجوية والعمليات البرية.
3- توافق إسرائيل على فتح المزيد من معابرها الحدودية مع غزة للسماح بتدفق أيسر للبضائع بما في ذلك المعونة الإنسانية ومعدات إعادة الإعمار إلى القطاع.
4- ينتظر من إسرائيل أن تضيق المنطقة الأمنية العازلة داخل حدود قطاع غزة من 300 متر إلى 100 متر إذا صمدت الهدنة. وتسمح هذه الخطوة للفلسطينيين بالوصول إلى مزيد من الأراضي الزراعية قرب الحدود.
5- توسع إسرائيل نطاق الصيد البحري قبالة ساحل غزة إلى ستة أميال بدلا من ثلاثة أميال مع احتمال توسيعه تدريجيا إذا صمدت الهدنة. ويريد الفلسطينيون العودة في نهاية الأمر إلى النطاق الدولي الكامل وهو 12 ميلا.
المسئول عن إدارة هذه الأمور داخل قطاع غزة
1- يتوقع من السلطة الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس تسلم المسؤولية عن إدارة حدود غزة من حماس.
2- تتولى السلطة الفلسطينية قيادة تنسيق جهود إعادة الإعمار في غزة مع المانحين الدوليين بما في ذلك الاتحاد الأوروبي.
ولم يتم التطرق إلى معبر رفح بين مصر وقطاع غزة؛ حيث سبق أن قال مسؤولون فلسطينيون إن إسرائيل ليست طرفًا في معبر رفح ؛ لذا ليس من المنطقي طرحه للنقاش في اتفاق التهدئة.
وتطالب حماس مصر بفتح معبر رفح بشكل كامل ودائم؛ حيث تفتحه مصر غالبا أمام الحالات الإنسانية ولإدخال المساعدات الإغاثية.
وتقول مصادر مصرية إن فتحه بشكل دائم وكامل يعتمد من الجانب المصري على الوضع الأمني في سيناء المصرية المجاورة لغزة، كما أن الأمر يتطلب التنسيق بين حماس والسلطة الفلسطينية أولا؛ حيث يلزم أن تقوم السلطة على إدارة المعبر وليس حماس منفردة حتى لا يتم تكريس الانقسام بين غزة والضفة.
قضايا المدى البعيد التي ستبحث لاحقا:
1- تريد حماس من إسرائيل الإفراج عن مئات الفلسطينيين الذين اعتقلوا في الضفة الغربية عقب خطف وقتل ثلاثة شبان إسرائيليين في يونيو وهو عمل قاد إلى الحرب.
ولم تنف حماس أو تقر في بادئ الأمر ضلوعها في القتل. ولكن مسؤولا لحماس في تركيا اعترف الأسبوع الماضي بأن الجماعة نفذت الهجوم.
2- يريد الرئيس عباس الذي يقود حركة فتح الإفراج عن قدامى المعتقلين الفلسطينيين الذين أسقطت فكرة الإفراج عنهم بعد انهيار محادثات السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية
3- تريد إسرائيل أن تسلم حماس وغيرها من جماعات النشطاء في غزة جميع أشلاء ومتعلقات جنود إسرائيليين قتلوا في الحرب.
4- تريد حماس بناء ميناء بحري في غزة يسمح بنقل البضائع والبشر إلى القطاع ومنه. وترفض إسرائيل هذه الخطط منذ وقت طويل. ولكن من المحتمل تحقيق تقدم في ذلك الاتجاه إذا كانت هناك ضمانات أمنية تامة.
5- تريد حماس الإفراج عن أموال تسمح لها بدفع أجور 40 ألفا من رجال الشرطة والموظفين الحكوميين وغيرهم من العاملين الإداريين الذين لم يتقاضوا الى حد كبير أي أجر منذ أواخر العام الماضي.
6- يريد الفلسطينيون ايضا إعادة بناء مطار ياسر عرفات في غزة الذي افتتح عام 1998 ولكن أغلق عام 2000 بعد أن قصفته إسرائيل.