انتقد رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف في خطابه للأمة امس السبت، الهند لفرضها “حربا غير مبررة وغير عادلة” على باكستان.
هنأ رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف امس السبت الأمة الباكستانية على “انتصارها” على الهند، معربا عن أمله في حوار جاد مع الخصم اللدود والتوصل إلى حلول لجميع القضايا العالقة.
وقال شريف في خطاب متلفز إلى الأمة بعد ساعات من دخول اتفاق وقف إطلاق النار، الذي توسط فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيز التنفيذ: “هذا انتصار ليس فقط للقوات المسلحة، بل للأمة بأكملها”.
وأضاف: “سيذكر التاريخ دائما كيف أسكتت القوات المسلحة والمقاتلات الباكستانية الجيش الهندي في غضون ساعات”.
وأعرب شريف عن أمله في أن تُحل جميع القضايا العالقة بين البلدين، بما في ذلك تقاسم موارد المياه وقضية كشمير، من خلال المفاوضات. وكانت الهند قد ألغت من جانب واحد الشهر الماضي معاهدة مياه السند، وهو الاتفاق الذي ينظم توزيع الموارد المائية بين الخصمين، وذلك بعد هجوم مسلح وقع في 22 أبريل/نيسان في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية، أسفر عن مقتل 26 شخصا، معظمهم من السياح الهنود.
كما شكر شريف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والدول الصديقة الأخرى على دورهم في تأمين اتفاق وقف إطلاق النار، وعبر عن امتنانه للصين لوقوفها الدائم إلى جانب باكستان في الأوقات الصعبة.
وقالت وزارة الخارجية في بيان: “تؤكد باكستان التزامها الكامل بتنفيذ وقف إطلاق النار الذي أُعلن في وقت سابق اليوم بين باكستان والهند”.
وقال إن “العالم شهد الآن كرامة الأمة الباكستانية واحترامها لذاتها ووحدتها”، مضيفا أن “الهند استخدمت حادثة باهالغام ذريعة لشن عدوان عسكري على باكستان”.
وشدد رئيس الوزراء الباكستاني على أن “تصرفات العدو الأخيرة جبانة ومخزية”، وقال إن “الهند ارتكبت عدوانا صريحا” لكن باكستان “صمدت وانتصرت في الحرب”.
وأكد شريف أن “باكستان اتخذت قرارا متعمدا بالرد على العدوان الهندي باللغة التي تفهمها – بالقوة”، مضيفا أن “قواتنا المسلحة تمكنت خلال ساعات من إسكات بنادق العدو بطريقة سيذكرها التاريخ”.
وأشار رئيس الوزراء الباكستاني إلى أن “مشهد تحول القواعد الجوية الهندية إلى أنقاض كان نتيجة مباشرة للرد الباكستاني الحازم.. دماء جنودنا الشجعان تغلي رعبا من نوايا العدو الخبيثة”.
وأعرب رئيس الوزراء عن امتنانه للقيادة المدنية والعسكرية في البلاد ووسائل الإعلام والمواطنين لوقوفهم متحدين وسط التوترات مع الهند، كما قدم الشكر لرئيس أركان الجيش الفريق أول عاصم منير على قيادته المثالية.
وأشاد أيضا برئيس الأركان الجوية زهير أحمد بابار سيدو وأفراد القوات الجوية الباكستانية لأدائهم المتميز خلال التصعيد الأخير. وشكر رئيس الوزراء أيضا رئيس حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية نواز شريف على قيادته، والرئيس آصف علي زرداري على استشاراته القيمة.
وأشاد أيضا بالصحفيين ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الذين لعبوا دورا حيويا في مواجهة حملات التضليل الهندية.
وفي وقت سابق السبت، أعلنت وزارة الخارجية الهندية أن وقف إطلاق النار مع باكستان دخل حيز التنفيذ اعتبارا من الساعة الخامسة من مساء اليوم بالتوقيت المحلي.
وقال وزير الخارجية الهندي فيكرام ميسري في تصريحات: “اتصلت المديرية العامة للعمليات العسكرية الباكستانية بالمديرية العامة للعمليات العسكرية الهندية الساعة 3:35 مساء اليوم. واتفق الجانبان على وقف إطلاق النار والأنشطة العسكرية برا وجوا وبحرا ابتداء من الساعة 5 مساء بتوقيت الهند.
وقد صدرت تعليمات للجانبين بتنفيذ هذا الاتفاق”، وأشار إلى أن المديرين العامين للعمليات العسكرية في باكستان والهند سيجريان محادثات جديدة في 12 مايو.
من جهته قال وزير الخارجية الباكستاني محمد إسحق دار، إنه تم تفعيل القنوات العسكرية والخطوط الساخنة بين نيودلهي وإسلام آباد، ولفت إلى أن نحو 30 دولة شاركت في الجهود الدبلوماسية النشطة.
(
(
