نشرت صحيفة “الجارديان” البريطانية مقابلة مع طبيب عالج المصابين في هجوم غاز السارين الكيماوي الذي ضرب به النظام السوري الغوطة في دمشق، أغسطس الماضي، ونقلت عن الطبيب قوله إن “وجوه الأطفال الذين قتلوا في الهجوم الكيماوي لا تفارقني”، فبعد مرور ثلاثة شهور على هجوم غاز السارين في الغوطة بالقرب من دمشق، والذي قتل فيه 1500 شخص، يروي الطبيب علي أبو عماد شهادته عن ذلك اليوم.
ويقول إنه لم يسمع انفجاراً يدل على سقوط الصاروخ، ولكن توافدت أعداد كبيرة على مستشفاه المؤقت.
ويتذكر أبو عماد ذلك اليوم في أغسطس الذي أسقطت فيه الصواريخ التي تحتوي غاز السارين على الغوطة “بعد خمس أو ست ساعات من الهجوم، وصلنا أكثر من ستة آلاف شخص يعانون من أعراض مختلفة، ولكن أغلبها كانت صعوبة في التنفس”.
وقال أبو عماد: “قبل وقوع الهجوم كنا نعاني بالفعل من نقص من الأدوية والعمالة الطبية، لم نكن مستعدين لمثل هذا الهجوم، لم يكن لدينا أقنعة أو ملابس من التي تستخدم عادة للوقاية من الأسلحة الكيميائية”.
وقام أبو عماد، وهو جراح عام في الخامسة والثلاثين، وثلاثة أطباء آخرون بعلاج الضحايا الذين تدفقوا على المستشفى، وكان الذين وصلوا إلى المستشفى يعانون من تشنجات ورغاوي في الفم وصعوبة في التنفس.
وكان المستشفى يعمل بدون كهرباء، نظراً لنقص الوقود، ولم يكن الكثير من عمالة المستشفى لديهم تدريب طبي.
وقال أبو عماد للصحيفة: “بعد ثلاث ساعات، وكلهم كانوا على الأرض، حيث لم يكن لدينا أي أسرة في المستشفى، شعرت كما لو أنه يوم القيامة، من المحال أن يكون مشهداً طبيعياً نراه على الأرض، كنت على كوكب آخر”.
وبعد ثلاث ساعات من العمل المحموم بدأ أبو عماد يعاني من أعراض الغاز: صعوبة في التنفس والإجهاد وتقلص بؤبؤ العين، وأضاف: “لم أجد من يعطيني أتروبين لمساعدتي على التنفس أو يزودني بالأكسجين”.
وقال أبو عماد للصحيفة إنه عني بمائة طفل توفي منهم 20، وأضاف – طبقاً لـ”BBC” – جاء بعض الأطفال إلى المستشفى في حالة سيئة للغاية، وتوفوا بعد نحو ساعة من وصولهم إلى المستشفى، بعضهم بقي على قيد الحياة يوماً آخر، ولكن لا يمكنني أن أنسى الأطفال الذين كانوا يلقون حتفهم واحداً بعد الآخر، بعض الأطفال توفوا بين يدي”.