قبل ساعات من الاجتماع المرتقب بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي المزمع انعقاده بجدة السبت (30 أغسطس 2014)، رجح مراقبون أن الرياض منحت الدوحة فرصة جديدة لحل الخلافات مع دول المنطقة، فيما أكد آخرون أن الدبلوماسية السعودية الفاعلة تدعم بشكل استراتيجي تفعيل “عنصر التهدئة” خلال اللقاء لحلحلة ملف “الأزمة القطرية”.
ومن المنتظر أن يطلع الوزراء في اجتماعهم الدوري الـ132 على نتائج تنفيذ الدوحة لـ”اتفاق الرياض” الذي سبق أن تعهدت به، كما سيحضر الاجتماع الخليجي الذي يعقد في قصر المؤتمرات أعضاء اللجنة الوزارية المكلفة بتسوية الخلافات مع قطر.
كما ينتظر أن يتدارس المجلس تنسيقًا خليجيًّا مشتركًا تجاه الأوضاع الأمنية في المنطقة في ظل الأحداث الجارية في العراق وسوريا والعنف الذي يمارسه “داعش”.
ونقلت صحيفة “الحياة” عن مراقبين قولهم، إن الجولة المكوكية التي قام بها وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل مؤخرًا هي رسالة ومبادرة إيجابية من قبل الرياض، تكشف أنها منحت الدوحة فرصة أخيرة لإنهاء الأزمة، كما أشاروا إلى عدم إمكان إصدار قرارات مباشرة اليوم ضد قطر.
ونقلت الصحيفة عن أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات عبد الخالق عبد الله قوله، إن “من الواضح أن قطر لم تلتزم ببنود اتفاق الرياض حتى هذه اللحظة، وأنها عاجزة عن تنفيذ ما تعهدت به، وجاء الوفد السعودي في محاولة أخيرة لإقناع الدوحة بالالتزام بهذه البنود”.
من جانبها، قالت صحيفة “الوطن” إن أغلب المراقبين المتابعين لملف الأزمة الخليجية التي استمرت ما يقرب من خمسة أشهر تقريبا، وتحديدا منذ أوائل مارس الماضي، يرون أن الدبلوماسية السعودية الفاعلة تدعم بشكل استراتيجي تفعيل “عنصر التهدئة”، وتهيئة الأجواء الإيجابية لحلحلة ملف الأزمة نحو طريق الحل، باعتبار أن مسألة الأمن القومي الخليجي، مسألة مشتركة بين جميع دول مجلس التعاون.
وكان وفد سعودي رفيع برئاسة الفيصل، أنهى جولة خليجية شملت قطر والبحرين والإمارات، وأجرى محادثات مشتركة تتعلق بمسيرة مجلس التعاون الخليجي.
وكانت المملكة والإمارات والبحرين قررت في وقت سابق من العام الجاري سحب سفرائها من الدوحة، اعتراضًا ما وصفوه بالتدخلات القطرية في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون، ولحماية أمن واستقرار تلك الدول، بحسب بيان مشترك أصدروه في مارس الماضي.