يستقبل كورنيش جيزان يومه بإيقاعٍ متناغم، تبدأه خطوات الرياضيين وروّاد المشي، فيما تنشر المقاهي المطلة على البحر رائحة القهوة، التي أصبحت جزءًا من المشهد اليومي للواجهة البحرية الممتدة على مساحةٍ تتجاوز مليون متر مربع، تتوزع فيها المقاهي والمطاعم والمرافق الحديثة.
ويتقدّم الزوّار على الممشى البحري البالغ طوله 2600 متر، ويعبرون “ممر الغروب” الممتد 370 مترًا فوق سطح البحر، ليشكّل هذا الامتداد منظومة حضرية مفتوحة للتنزه والترفيه.
وتتفاعل حركة كورنيش جيزان مع حضور الزوّار صباحًا؛ فيلتقط بعضهم قهوته الأولى قبل التوجه إلى الجامعة أو العمل، بينما تستوعب ممرات المشاة خطواتٍ تتباين بين السرعة والهدوء، لتلتقي هذه الإيقاعات في مشهدٍ صباحي يجمع حركة الناس ورائحة القهوة ونسيم البحر، ليمنح زائري الكورنيش صورةً حضرية تعبّر عن نبض المدينة.
وتحضر القهوة السعودية المصنوعة من البن المزروع محليًا، في عددٍ من المقاهي الحديثة على الكورنيش بوصفها أحد ملامح التجربة اليومية للواجهة البحرية؛ حيث تعتمد بعض المقاهي على محاصيل البن القادمة من جبال جازان، في حضورٍ يترجم التحول المتسارع لزراعة البن في المنطقة التي يتجاوز إنتاجها السنوي نحو 1000 طن.
كما تتنوع خيارات القهوة الحديثة والمشروبات المختصة، لتقدّم المقاهي طيفًا واسعًا من النكهات التي تلائم الأذواق المختلفة، فتلتقي القهوة السعودية بنظيراتها العالمية في تجربةٍ تُعزّز إيقاع الحياة اليومي على كورنيش جيزان.
ويشكّل “الشارع الثقافي” بالكورنيش مساحةً تنبض بالحياة, يلتقي فيها روّاد المكان لتناول قهوتهم وتبادل الأحاديث في أجواء تجمع الفن بالحياة اليومية، فيما تمتد في قلب الشارع مساراتٌ مظللة، وتنتظم على جانبيه أركان مخصّصة للفنانين ومجسماتٌ جمالية، ويستضيف عروضًا شعبية وفعاليات شبابية، ليغدو الشارع فضاءً مفتوحًا للتجربة الثقافية والحراك الإبداعي.
وأكدت أمانة منطقة جازان أن تنوّع خدمات الواجهة البحرية وتكامل مرافقها يجسّدان التوجه نحو تعزيز جودة الحياة، مشيرةً إلى أن الكورنيش بات فضاءً يجمع الحركة الرياضية والمقاهي والفعاليات الثقافية في بيئة حضرية تخدم الأهالي والزوار.
ويرى عددٌ من مرتادي الكورنيش, أن الواجهة البحرية أصبحت جزءًا ثابتًا من نمط حياتهم اليومي، سواء للمشي أو تناول القهوة أو متابعة الفعاليات، مشيرين إلى أن تنوّع الجلسات والمقاهي وجودة المرافق يمنح المكان إيقاعًا حيًا يجعل من صباحه ومسائه محطةً يومية لا تغيب عن روتين المدينة.
(
(
