تُثري الحركة التشكيلية في جازان الهوية البصرية للمنطقة عبر أعمالٍ قدّمها فنانوها على امتداد المشهد التشكيلي المحلي، مجسّدين روح المكان وحافظين ملامح التراث، في لوحاتٍ تستعيد ذاكرة الإنسان والطبيعة، لتغدو تلك الأعمال فضاءً بصريًا يوثّق تفاصيل الحياة اليومية، ويُبرز تنوّع البيئات الجبلية والريفية والساحلية, ويمنح المتلقي رؤيةً أعمق لجازان وجمال حضورها المتجدّد.
ويستمد الفنانون التشكيليون في المنطقة موضوعاتهم من ملامح البيئة المحلية، إذ تُجسّد أعمالهم القرى الساحلية والجبال والسهول، وتعيد تقديم البيوت التراثية والعمارة الطينية، إلى جانب مشاهد الحقول والمزارع والأسواق الشعبية ومواسم الحصاد والصيد، لتبقى اللوحة وثيقةً تحفظ تفاصيل الحياة في صورتها البسيطة والثرية.
ويحضر الموروث الشعبي في التجربة التشكيلية، حيث تُعيد اللوحات صياغة الحِرف التقليدية والأزياء الشعبية والأهازيج القديمة ضمن رؤية تشكيلية معاصرة تتوازن فيها الأصالة وروح العصر، فيما تمنح الألوان والرموز مساحةً للتعبير عن ارتباط الإنسان ببيئته الطبيعية والثقافية.
وتشهد الساحة التشكيلية في جازان حراكًا متناميًا عبر مشاركة الفنانين في المعارض المحلية والفعاليات الثقافية، وتقديمهم أعمالًا تُسهم في تنمية الذائقة الجمالية لدى المجتمع وتعزيز حضور الفن المحلي في المنصات الوطنية، ليغدو الفن التشكيلي جسرًا يعرّف بثقافة المنطقة ويقدّمها بلغة بصرية حديثة.
ويؤكد فنانون تشكيليون في جازان أن الفن أصبح وسيلةً لحفظ الذاكرة التراثية وتوثيق الموروث المحلي، وتحويل عناصر المكان إلى لغة بصرية تُبرز خصوصية جازان الثقافية وتُجسّد تنوّعها الإنساني والطبيعي المتجذّر في ملامح الحياة اليومية.
(
(
